خبر صحفي
………………………………………………………..
يصدر الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية اليوم الثلاثاء الموافق 9/5/2023 تقريره الدراما وواقع حقوق الإنسان والذي يناول الدراما وما ينتج عنها من تأثيرات إيجابية وسلبية في دعم وتأصيل قيم حقوق الإنسان في المجتمع من خلال عدة محاور تتمثل في توضيح المقصود بالدراما، شرح الدور الذي تقوم به الدراما في التوعية بحقوق الإنسان، تحليل التأثير السلبي والإيجابي للدراما على حقوق الإنسان مع عرض بعض النماذج من الأعمال الدرامية المصرية، عرض جهود المجلس القومي لحقوق الإنسان في دعم الأعمال الدرامية التي تعمل على نشر الوعي بحقوق الإنسان، وتقديم بعض المقترحات لزيادة فاعلية الدراما في التأثير الإيجابي على حقوق الإنسان.
وقد أشار التقرير أن للدراما التلفزيونية دور في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ونشر الوعي بها بين المواطنين. حيث تعتبر من أهم الفنون التي لها القدرة على التناول غير المباشر للقضايا التي تهم الجمهور ويمكنها إذا استغلت إمكانياتها وقدراتها في التأثير أن تدعم قيم حقوق الإنسان وتعمل على نشر ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان.
وقد حدث تطور ملموس في اهتمام دراما التلفزيون بقضايا ومبادئ حقوق الإنسان وساعدت بعض الأعمال الدرامية في الآونة الأخيرة في نشر درجة كبيرة من الوعى ببعض قضايا حقوق الإنسان، ولكن على الجانب الآخر لم تساعد الكثير من الأعمال الدرامية على دعم وتأصيل قيم حقوق الإنسان في المجتمع، بل ساعدت على نشر قيم وعادات سلبية ومناهضة لحقوق الإنسان في المجتمع،
من أهم الإشكاليات التي ترافق إشباع الخبرة الاجتماعية التي تقوم بها الدراما التلفزيونية هي عملية صناعة صورة نمطية للمجتمع، لأن الدراما قد تعمد إلى رسم صورة غير واقعية عن أشخاص أو علاقات أو توجهات مجتمع ما بهدف رفع مستوى الجذب، ما يخلق نمطًا غير واقعي عن مجتمع بأكمله أمام المشاهدين.
و كثيرًا ما يستغل صانعوا الدراما التلفزيونية الأشخاص ذوي العاهات البدنية مثل قصار القامة أو البدينين أو المتأخرين عقليًا أو المعدمين لتجعل منهم مادة للتندر وإضحاك الجمهور، وهذا الأمر يشجع الناس على إتباع سلوك جمعي خطير في التعامل مع هذه الشريحة في الحياة الحقيقية،
ومن النماذج الدرامية التي تناولت قضية تعدد الزوجات في رمضان 2023 بشكل سلبي وفيه إهانة للمرأة، مسلسل جعفر العمدة الذي عرض قضية تعدد الزوجات، حيث قدم النموذج السيئ للدراما الاجتماعية، رغم تحقيقه نسبة مشاهدة عالية، وذلك لاعتماده على الخلطة الدرامية، كتلك التي خلعت زوجها دون علمه وتزوجت من آخر فيراها الزوج المخلوع في فرحها ويتفاجأ بأنها كانت تعيش معه في الحرام، وكذلك جعفر العمدة المتزوج من 4 يعشن جميعهن في بيت واحد، والغريب أن الزوجات الثلاث غاضبات لزواجه من رابعة. فإن المسلسل به خلل للمبررات الدرامية، كذلك في تعامله مع الزوجات فيه إهانة للمرأة، وكذلك تعامل أمه مع الزوجات فيه إهانة وعنف، أيضًا فالصفع على الوجه ضد حقوق الإنسان.
الدراما التلفزيونية نجحت في كثير من الأعمال في طرح قيم حقوق الإنسان بشكل مشرف وساهمت في تدعيمها سواء في مجال حرية التعبير أو حق الإنسان في الحياة والعمل وفي طرح انتهاكات حقوق المرأة المعاصرة والتوعية بقيمة حقوق الإنسان، والتأكيد على المساواة ورفض التمييز بسبب الجنس أو الدين أو الطائفة أو المعتقد السياسي ودعم الوحدة الوطنية للمواطنين بغض النظر عن اختلافاتهم.
قدمت الدراما الرمضانية المصرية لعام 2023 خريطة متنوعة، تناسب وتستوعب مختلف الأذواق والفئات العمرية في المجتمع المصري، لنجد أنفسنا أمام توليفة درامية مزجت عناصرها بدقة، ورسمت خطوطها العريضة وفق استراتيجية واضحة تقدم محتوى هادف. وتم تقديم أعمال كارتونية موجهة للأطفال بمختلف فئاتهم، حيث لم يتم التغافل في ذلك عن الأطفال من الصم والبكم بتقديم لغة الإشارة على الشاشة من خلال مسلسل يحيى وكنوز 2، لتكون وسيلة نحو ترسيخ الهوية الثقافية وبناء عقول النشء بالفكر الإيجابي والهادف، وتجسيد قضايا المرأة والعنف ضدها، كان لها نصيب أيضا لتنقل معاناتها وما تتعرض له من محاولات لانتهاك حقوقها.
كما ناقش أيضا مسلسل تحت الوصاية الذي عرض بداية من النصف الثاني من الشهر قضية مهمة أيضًا تخص النساء وهى قانون الوصاية الذي تعاني منه النساء بعد وفاة الأب أو الزوج،
الملاحظ أن نغمة الاهتمام بأحوال المرأة، وإيضاح بعض المفاهيم المغلوطة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات بين الزوجين، باتت سمة غالبة في الخطاب الإعلامي بشكل عام أخيراً، وهو أكثر وضوحاً في الإنتاجات الرمضانية وكذلك المواد الإعلامية. ولكن من الضروري أن تكون الأعمال التي تهتم بقضايا النساء العادلة في المجتمع أكثر من ذلك، في ظل انتشار سلبيات مجتمعية تقع ضحيتها المرأة وعلى رأسها العنف الممارس ضدها ويصل لحد القتل في وضح النهار. كما أن الطفرة التي حدثت في دراما المرأة خلال السنوات الأخيرة يعود جزء منها إلى الاهتمام الرسمي بقضاياها ومحاولات تصحيح أوضاعها من خلال مبادرات شتى، فهناك سيدات تولين منصب المحافظ وحقائب وزارية مهمة.
وقد انتهى التقرير بمجموعة من التوصيات تمثلت في الاتي :
- ضرورة دراسة التأثير التراكمي للدراما على حقوق الإنسان وإدراك مدى أهميته، وتشجيع الدراسات والبحوث من قبل الدراميين في مجالات تعليم حقوق الإنسان.
- العمل على إنتاج أعمال درامية وطنية في صورة حلقات محدودة على منصات المشاهدة، لتدعيم الأعمال الدرامية الاجتماعية بقيم الانتماء والهوية الوطنية.
- ضرورة التفكير الجاد في جعل الفنون خاصة الدراما من ضمن وسائل تعليم ونشر ثقافة حقوق الإنسان وذلك بالتنسيق المدروس مع العاملين في هذا الحقل، من خلال عقد دورات تدريبية لهم في مجال تعليم حقوق الإنسان وضرورة التنسيق مع المؤسسات الأكاديمية حول إمكانية عقد دورة تدريبية لكتاب ومخرجي الدراما في مجال حقوق الإنسان.
- يجب ان تتبني المجموعات والمنظمات العاملة في حقوق الإنسان بالتنسيق فيما بينها إقامة مهرجان مسرحي تحت شعار احترام حقوق الإنسان أساس للتعايش علي سبيل المثال .
- يجب على اتحاد الفنون التمثيلية بحسبانه واحدًا من منظمات المجتمع المدني عليه أن يقود صناع الدراما للمساهمة في قضايا الوطن الكبرى وذلك بالعمل علي نشر ثقافة حقوق الإنسان.
- الاهتمام بإنتاج وتقديم الأعمال الدرامية التليفزيونية المصرية التي تتناسب مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية للمجتمع المصري.
- الحرص على عدم الإكثار من عرض مشاهد العنف السلوكي والجريمة داخل الأعمال الدرامية التليفزيونية.
- الحرص على وضع نهايات سيئة للشخصيات الدرامية التي تقوم بارتكاب الجرائم سواء بتعرضهم للمعاقبة القانونية أو لبعض النهايات السيئة التي تكون بمثابة عبرة وموعظة للتحذير من إرتكاب الجرائم .
- عدم المبالغة في عرض وتقديم مشاهد الإنحراف الأخلاقي والسلوكي لبعض الشخصيات الدرامية، حيث يجب أن تكون هذه الشخصيات الدرامية قدوة ومثل أعلى يقتدى به الشباب في المجتمع المصري في سلوكياتهم.